هل ايه لهو الحديث تدل على تحريم الغناء والمعازف

يقول الله تعالى (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين) لقمان (6)
يستدل بعض اهل العلم بل والعوام بهذه الاية على تحريم الغناء والمعازف ويعتبروها دليل قوى على تحريم الغناء والمعازف لان لهو الحديث فسرها بعض الصحابة بالغناء وهذا عجيب !!!
فالاية لاتدل على تحريم الغناء والمعازف من اربع وجوه

اولا: ان الاية لم تحرم الغناء على عمومه او لذاته بل حرمته فى حالة معينة وهو مانصت عليه الاية فى قوله تعالى ليضل عن سبيل الله
ثانيا: ان اللهو في الآية قيد هنا بالإضافة إلى الحديث (لهو الحديث) فخرجت الآلات هنا من المقصود , والآثار في إباحة الغناء بدون آلة صحيحة صريحة , بل والجمهور على إباحته ماسلم من المحرمات مما يؤكد أنه حتى لوكان تفسير (لهو الحديث) بالغناء أو حتى بالآت الموسيقية هو التفسير الوحيد فهو لمقصدها وإستخدامها وليس لذاتها أو بإطلاقها.
ثالثا: ان الاية مكية فهل الغناء من الخطورة بحيث ينزل تحريمه في الفترة المكية وهي مرحلة تأسيس العقيدة وترسيخ التوحيد ونشأة الإسلام, هل هو أخطر من الربا وشرب الخمر لينزل تحريمه قبلهما؟!!!
رابعا: ان اللام فى قوله ليضل عن سبيل الله لام سببية -اى تذم من يستخدم الغناء بغرض قصد الاضلال- وليست لام عاقبة – اى تفيد ان استخدام الغناء سيؤدى للضلال بدون قصد ذلك - كما ادعى البعض فإن أسباب النزول الاية تدلّ على القصد في الإضلال .
* وتعزيزا لهذا المعنى، فإن أكملنا الآية الكريمة: ((ويتخذها هزوا)) . فاتخاذ الهزو تعزيز لما سبقها في الآية ووصف له فتكون ليضل عن سبيل الله (بغير علم) ويتخذها (أي سبيل الله) هزوا .. فعقاب هذا الإستهزاء بسبيل الله، العذاب المهين.
اما بالنسبة لقوله تعالى بغير علم فقد ورد في أماكن أخرى لا تفيد بعدم القصد والإرادة، ومن هذه الآيات،
ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد
ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير
فهي والله أعلم تفيد الإعراض عن سبيل الله برغم عدم وجود أثارة من علم أو أي علم يدرّس (وقد ورد في آية أخرى، أم لكم كتاب فيه تدرسون) يؤكد أن ما يدعوا إليه محمد صلى الله عليه وسلم ليس حقا. فبهذا هو يتصرف "بغير علم".

Comments