تفسير لهو الحديث بالغناء لايصح عن الصحابة


وهو ما جاء فى  قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ )(6) لقمان- 
جاء فى تفسير لهو الحديث بالغناء 3 اثار عن الصحابة كلها لاتصح وقد ضعفها الشيخ مصطفى العدوى فى كتابه احكام النساء مع كونه عالم سلفى متخصص فى علم الحديث يتشدد فى تحريم المعازف والغناء والكتاب متوفر على النت

واليك تفصيل تخريج هذه الاثار وبيان ضعفها رغم شهرتها

الاثر الأول : أثر ابن مسعود \



الاسناد الاول

أخرجه بن أبي شيبة في مصنفه (21130 ) والحاكم في مستدركه (3542) عن حميد بن صخر ، عن عمار الدهني ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي الصهباء ، عن عبد الله بن مسعود أنه سئل عنها ـ أي الآية ـ فقال : الغناء والذي لا إله إلا هو .
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . ووافقه الذهبي
وقد أخرجه ابن جرير في تفسيره (21/61) من طريق أبي الصهباء عنه .
أبو الصهباء هو البكري مولى ابن عباس :
قال عنه أبو زرعة : مدينى ثقة
وقال النسائي : بصري ضعيف
وذكره ابن حبان في الثقات
الاسناد الثانى ـ  أخرجه البيهقي في (شعب الإيمان : 4/279) : من طريق عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبيه عن ابن مسعود في قوله  :  ومن الناس من يشتري لهو الحديث  قال : رجل يشتري جارية تغنيه ليلا أو نهارا .
وفي سنده انقطاع بين ابن مسعود وبين يونس بن أبي إسحاق .

النتيجة الاثر عن ابن مسعود ضعيف

الاثر الثانى : أثر ابن عباس

الاسناد الاول أخرجه البخاري في الأدب المفرد (786) ) من طريق خالد بن عبد الله قال : أخبرنا عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن بن عباس : ومن الناس من يشتري لهو الحديث قال : الغناء وأشباهه .

والبيهقي في السنن الكبرى (10/221) من طريق منصور بن أبي الأسود عن عطاء به .
ضعيف
ـ عطاء بن السائب
قال أحمد : من سمع منه قديما فهو صحيح ، ومن سمع منه حديثا لم يكن بشيء .
وقال يحيى : لا يحتج بحديثه .
وقال أحمد بن أبي خيثمة عن يحيى : حديثه ضعيف إلا ما كان عن شعبة وسفيان .
وقال البخاري : أحاديث عطاء بن السائب القديمة صحيحة
وقال ابن عيينة : ذكر أبو إسحاق السبيعي عطاء بن السائب فقال : ما فعل عطاء إنه من البقايا .
وقال أحمد بن حنبل : عطاء بن السائب ثقة ثقة رجل صالح ومن سمع منه قديما كان صحيحا .
وقال أبو حاتم : محله الصدق قبل أن يخلط
وقال النسائي : ثقة في حديثه القديم لكنه تغير ، ورواية شعبة والثوري وحماد بن زيد عنه جيدة .
وقال البخاري في " تاريخه " : قال على : سماع خالد بن عبد الله من عطاء بن السائب بآخره .اهـ
الاسناد الثانى أخرجه بن أبي شيبة (21131 ) من طريق ابن أبى ليلى عن ، الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس قال : الغناء وشرى المغنية .

ـ ابن أبي ليلى : وهو محمد بن عبد الرحمن : ضعيف جدا .
ـ ومقسم : هو الضبي مولى ابن عباس :
قال أبو حاتم : صالح الحديث لا بأس به
وذكره البخاري في الضعفاء
وقال ابن حزم : ليس بالقوي
وقال ابن سعد : كان كثير الحديث ضعيفا
وقال الساجي : تكلم الناس في بعض روايته
قال أحمد بن صالح المصري : ثقة ثبت لا شك فيه
وقال العجلي : مكي تابعي ثقة
وقال يعقوب بن سفيان والدار قطني : ثقة .
ـ والحكم : هو الحكم بن عتيبة : وهو ثقة غير أنه لم يسمع من مقسم إلا خمسة أحاديث : ليس هذا منها . وقد وصفه ابن حبان بالتدليس

الاسناد الثالث  أخرجه الأثر ابن حزم من طريق عبد الكريم الجزري عن أبي هاشم الكوفي عن ابن عباس به

وأبو هاشم الكوفي : هو القاسم بن كثير
قال أبو حاتم : صالح
وقال النسائي : ثقة
وذكره بن حبان في كتاب الثقات . وقال : يخطئ ، وقال في موضع آخر : ربما خالف
وقال الذهبي : صالح الأمر
غير أنه لم يسمع من ابن عباس .
ـ وعبد الكريم الجزري : ثقة

الاسناد الرابع  أخرجه ابن جرير (21/61) من طريق : ابن أبي ليلى عن الحكم أو مقسم عن مجاهد عن ابن عباس قال : شراء المغنية

قلت : وابن أبي ليلى : ضعيف جدا

الاسناد الخامس  أخرجه ابن جرير أيضا (21/61) من طريق : ليث ، عن الحكم ، عن ابن عباس قال : الغناء .

ضعيف :
ليث : هو ليث بن أبي سليم : ضعيف جدا

الاسناد السادس أخرجه الطبري أيضا (21/62) من طريق محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله  قال : باطل الحديث هو الغناء ونحوه .

وفيه مجاهيل فالسند مسلسل بالمجاهيل

النتيجة اثر ابن عباس ضعيف

الاثر الثالث أثر جابر

أخرج الطبري في تفسيره (21/62) من طريق : سفيان عن قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن جابر في قوله : (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) ، قال : هو الغناء والاستماع له
ضعيف :
ـ قابوس بن أبي ظبيان
قال يحيى : ضعيف الحديث
وقال مرة : ثقة
وقال أبو حاتم الرازي : يكتب حديثه ولا يحتج به
وقال النسائي : ليس بالقوي

فالاثر ضعيف

النتيجة

انه لايصح عن احد من الصحابة تفسير لهو الحديث بالغناء وانما صح عن بعض التابعين وهم مجاهد وعكرمة فقط وصح عن التابعى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم انه فسر لهو الحديث فى الاية بالشرك والكلام الباطل وقد صح عنه السند
أخرجه الطبري (21/62) من طريق ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله :  ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا  قال : هؤلاء أهل الكفر ألا ترى إلى قوله وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا[لقمان :7] فليس هكذا أهل الإسلام ، قال : وناس يقولون وليس كذلك ، قال وهو الحديث الباطل الذي كانوا يلغون فيه


وسنده صحيح مسلسل بالثقات


مع التنبيه انه جاء فى الاية حديث عن الرسول نص على ان الاية نزلت فى النساء التى تغنى وهذا الحديث لايصح عن الرسول بل ضعيف جدا واليك تخريجه مفصلا


الاسناد الاول أخرجه الترمذي (1282) :
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لا تَبِيعُوا الْقَيْنَاتِ ، وَلا تَشْتَرُوهُنَّ ، وَلا تُعَلِّمُوهُنَّ ، وَلا خَيْرَ فِي تِجَارَةٍ فِيهِنَّ ، وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ فِي مِثْلِ هَذَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ  إِلَى آخِرِ الآيَةِ .
قَالَ : وَفِي الْبَاب عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
قَالَ أَبُو عِيسَى : حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِثْلَ هَذَا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ وَضَعَّفَهُ وَهُوَ شَامِيٌّ .
قلت : حديث موضوع
1 ـ عبيد الله بن زحر : منكر الحديث
قال عنه ابن الجوزي في (الضعفاء : 2/ 162) :
يروي عن علي بن يزيد نسخة باطلة
ضعفه أحمد
وقال ابن المديني : منكر الحديث يروي الموضوعات
وقال يحيى : ليس بشيء كل حديثه عندي ضعيف
وقال الدارقطني : عبيد الله ليس بالقوي ، وعلي متروك
وقال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الأثبات ، فإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات ، وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن ؛ لم يكن متن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديدهم .أ ـ هـ
وذكر الترمذي في علله (ص190 )عن البخاري قال : ثقة
2 ـ وعلي بن يزيد : منكر الحديث ،
الاسناد الثانى أخرجه الطبراني في (مسند الشامين : 231،893) ، والمعجم الكبير (7749) من طريق بن ثوبان ، عن يحيى بن الحارث ، عن القاسم ، عن أبي أمامة به .
منكر :
1 ـ بن ثوبان : هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان
قال أحمد : لم يكن بالقوي وأحاديثه مناكير ، ويكتب حديثه
وقال النسائي : ليس بالقوي
وقال يحيى : ضعيف
وقال مرة : ليس به بأس
ووثقه دحيم ، وأبو حاتم
2 ـ يحيى بن الحارث الزماري : ثقة
3 ـ القاسم بن عبد الرحمن الشامي
قال أحمد بن حنبل : روى عنه علي بن يزيد أعاجيب وما أراها إلا من قبل القاسم
وقال ابن حبان : يروي عن أصحاب رسول الله المعضلات .
ووثقه ابن معين والجوزجاني والترمذي .
ـ وقد أخرجه ابن ماجة (2168) حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ثنا هاشم بن القاسم ثنا أبو جعفر الرازي عن عاصم عن أبي المهلب عن عبيد الله الإفريقي عن أبي أمامة قال : نهى رسول الله  عن بيع المغنيات ، وعن شرائهن وعن كسبهن وعن أكل أثمانهن .
وهذا إسناد ساقط
عبيد الله الأفريقي : هو بن زحر وهو منكر الحديث ولم يلقى أبي أمامة .
ـ وأبو المهلب : هو مطرح بن يزيد
قال عنه يحيى بن معين وأبو حاتم الرازي ، والنسائي ، والدراقطني : ضعيف
وقال يحيى مرة : ليس بشيء ليس بثقة
وقال ابن حبان : مطرح لا يروي إلا عن عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد وكلاهما ضعيف ، فطيف يتهيأ الجرح لمن لا يروي إلا عن الضعفاء ولكنه لا يحتج به لأنه يروي عن الضعفاء
ـ وعاصم بن أبي النجود القارئ : فيه مقال
ـ أبو جعفر الرازي : هو عيسى بن أبي عيسى
قال علي بن المديني : كان ثقة ، وقال مرة : كان يخلط
وقال يحيى مرة : هو ثقة ، وقال مرة يكتب حديثه إلا أنه يخطئ
وقال أحمد : ليس بقوي في الحديث
وقال مرة : صالح الحديث
وقال الفلاس : سيئ الحفظ
وقال أبو زرعة : يهم كثيرا
وقال ابن حبان : يتفرد بالمناكير عن المشاهير .
ـ وللحديث شاهد :
أخرجه أبو يعلى في مسنده (527 ) حدثنا أبو عبد الرحمن الأذرمي ، حدثنا علي بن يزيد الصدائي ، عن الحارث بن نبهان ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي قال : نهى رسول الله  عن المغنيات والنواحات ، وعن شرائهن وبيعهن وتجارة فيهن وقال كسبهن حرام .
موضوع
الحارث : هو الحارث بن عبد الله الأعور
قال شعبة : كان كذابا
وقال أبو إسحاق : كان كذابا
وقال جرير : كان الحارث زيفا
وقال علي بن المديني : كذاب
وقال عثمان الدارمي عن بن معين : ثقة
قال عثمان : ليس يتابع بن معين على هذا
وقال أبو زرعة : لا يحتج بحديثه
وقال أبو حاتم : ليس بقوي ولا ممن يحتج بحديثه
وقال النسائي : ليس بالقوي .
ـ والحارث بن نبهان
قال يحيى : لا يكتب حديثه ليس بشيء
وقال أحمد والبخاري : منكر الحديث
وقال النسائي : متروك الحديث
وقال الدارقطني : ليس بالقوي
وقال ابن حبان : خرج عن حد الاحتجاج .
قال ابن الجوزي في "العلل المتناهية " (2/758) :
هذه الأحاديث ليس فيها شيء يصح .



Comments