اباحة تعطر المرأة عند الخروج من بيتها والرد على ادلة المحرمين


استدل من حرم تعطر المراة خارج منزلها بعدة احاديث ولكن كلها ضعيفة لايصح منها حرف ولايوجد حديث من هذه الاحاديث فى صحيح البخارى او صحيح مسلم






سنبداء باشهر هذه الاحاديث وسنبين ضعفه من حيث السند والمتن

وهو ما اخرجه أحمد (4|418) (4|400) (4|413) والنسائي (8|153) وأبو داود (4|79) والترمذي (5|106)، وصححه ابن خزيمة (3|91) و ابن حبان (10|270) والحاكم (2|430)، من طرق عن ثابت بن عمارة  قال سمعت غنيم بن قيس  يقول سمعت أبا موسى الأشعري يقول قال رسول الله أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها، فهي زانية. وكلُّ عينٍ زانية
وعلة هذا الاسناد هو ثابت بن عمارة فمدار الحديث فى جميع طرقه عليه والحديث ليس موجود فى الصحيحين ولكنه لشهرته ظن الناس انه فى الصحيحين
اولا بيان ضعف اسناد الحديث
مدار الحديث كما قلت على ثابت بن عمارة وثابت ابن عمارة هذا قال فيه ابى حاتم ليس بالقوى وهو لفظ تجريح عنده ووثقه بعضهم
اذا فهو راو مختلف فيه لانقبل رواياته الا لو توبع ولم يتابعه احد على هذا الحديث
كما ان ثابت بن عمارة اضطرب فيه فرواه مرة موقوف ومرة مرفوع يقول الباحث الشرعى محمد محمود حبيب
أخرجه ابن أبى شيبة فى الأدب (101) ، وعبد بن حميد فى مسنده (559) ، وأحمد فى المسند (4/400 ،413 ، 418) ، والترمذى (3015) ، وأبوداود فى السنن (4175) ، والنسائى فى السنن الكبرى (9422) ، والسراج فى مسنده (815) ، والطحاوى فى شرح مشكل الآثار (2716 ، 4553) ، وابن حبان(4501) ، وابن خزيمة (1589) ، والبزار فى مسنده (3033) ، والحاكم فى المستدرك (2/430) ، والرويانى فى مسنده (537) ، والبيهقى فى السنن الكبرى (3/246) ، وفى الأدآب (608) ، وفى شُعب الإيمان (7815) ، والخطيب فى موضح أوهام الجمع (2/346)، وابن عساكر فى تاريخ دمشق (13/140) ، والصيداوى فى معجم الشيوخ (85) كلهم من طرق عن تسعة من الرواة ( فيهم يحيى بن سعيد القطان) عن ثابت بن عمارة الحنفى عن غنيم بن قيس الكعبى عن أبى موسى الأشعرى مرفوعا بلفظ " أيّما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهى زانية ".ورواه وكيع كما فى الأدب لابن أبى شيبة (101) ، ورواه أبوعاصم كما فى سنن الدارمى (2646) كلاهما عن ثابت بن عمارة عن غنيم بن قيس عن أبى موسى موقوفا عليه بلفظ " أيّما امرأة استعطرت ثم خرجت فيوجد ريحها فهى زانية ، وكل عين زانية ". وقال أبوعاصم بعد روايته لهذا الحديث : يرفعه بعض أصحابنا .

قلت : أى أنه علم أن غيره يرفعه مما يدل أن الخطأ ليس منه ولا يمكن أن يشترك أبوعاصم ووكيع فى مخالفة الجماعة ، بل رواه عدد ليس بالقليل عن ثابت عن غنيم عن أبى موسى مرفوعا مختصرا بلفظ " كل عين زانية " ، بل الأعجب ما رواه وكيع عن ثابت عن غنيم عن أبى موسى موقوفا عليه بلفظ " أيّما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد ليوجد ريحها لم يقبل لها صلاة حتى تغتسل اغتسالها من الجنابة ". أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (26337)، وهذا يؤكد أن الاختلاف فى لفظه ووقفه ورفعه ليس من الرواة عن ثابت بل منه هو ففى توثيقه خلاف وثابت ليس من الثقات الأثبات الذى تُقبل زيادته إذا تفرد بزيادة فكيف به وقد تفرد بهذا الحديث وأفضل أحواله قبول روايته بشرط المتابعة إذا تفرد وقد وثقه ابن معين وأبوداود والدارقطنى ، وقال البزار مشهور وذكره ابن حبان فى ثقاته ، إلا أن هناك علماء غمزوه ومن عُلم فيه شيئا فهوحجة على من لم يعلم فقد سئل ابن المدينى عنه يحيى بن سعيد القطان (ويحيى أحد رواة اللفظ المرفوع عنه!) فقال: هؤلاء ( عبدربه وعبد المؤمن ) أقوى منه ، قلت عبد المؤمن ليس بالثقة الثبت ولكنه دون ذلك فهو صدوق كما فى التقريب ، وقال أبوحاتم (بعدما أورد قول شعبة تأتونى وتدعون ثابت ) :ليس عندى بالمتين (قلت : لفظ عندى يعنى أنه علم أن هناك من وثقة) ، وقال النسائى : لا بأس به، قلت ومما سبق يتضح ان الرجل مختلف فيه لذا قال عنه ابن حجر : صدوق فيه لين ، وكذا أورده الذهبى فى ذيل الضعفاء ( بالرغم من قوله فيه صدوق فى الكاشف وغيره ) ( راجع التقريب 1/146 ، والجرح والتعديل 2/455 ، وتهذيب التهذيب 2/11). 


ثانيا الكلام على متن الحديث وبيان ان متنه يدل على انه موضوع


ــ 1 ) الحديث فيه اضطراب كبير في لفظه
فمرة نجد أيما امرأة استعطرت ومرة نجد إِذَا اسْتَعْطَرَتْ الْمَرْأَةُ
ومرة يقول فَمَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا وأخرى يقول ثُمَّ خَرَجَتْ لِيُوجَدَ رِيحُهَا أو فَخَرَجَتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا أو فَمَرَّتْ فِي الْمَجْلِسِ
ومرة يجعل المرأة المتعطرة بِمَنْزِلَةِ الْبَغِيِّ و أخرى ، فَهِيَ زَانِيَةٌ وثالثة فَلَهَا إثْمٌ كَذَا وَكَذَا ورابعة فَهِيَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: قَوْلًا شَدِيدًا ".
ومرة نجد لفظة ومرات لا نجدها .
واضطراب لفظ الحديث مدعاة للشك في نسبته للنبي ص .
ـ 2 ) في خمس حالات ورد الحديث منسوبا للنبي ص مباشرة
وفي رواية الدارمي في سننه ينسب الحديث لأبي موسى الأشعري ويعقب أن هناك من نسبه للنبي ص
ومن خلال ما سبق وما سيأتي سنتأكد بما لا يدع مجالا للشك أن الحديث مكذوب على النبي ص .
ـ 3 ) ندخل الآن في التعليق على متن الحديث
الحديث ببساطة يعتبر أن أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ
إذن الحديث ببساطة يضع معادلة واضحة وصريحة لا تقبل النقاش
المرأة المتعطرة تساوي زانية
والجميع يعرف خطورة هذه اللفظة
إذ طبقا للفظ هذا الحديث يمكنني كما يمكن غيري إن شممت عطر امرأة في الشارع أن أصفها بالزانية
ولا يمكن لأحد أن يلومني ؟ كيف والحديث يصفها بلا مواربة ودون حرج
زانية ، زانية ، زانية .....
وقد استبشع الرواة والمحدثون هذه اللفظة وشعروا بالحرج فحذفوها .....
وأوردوا بدلامنها لفظ فَهِيَ كَذَا وَكَذَا ، والإشكال المطروح إن كان النبي ص قال هذه اللفظة حقا فلماذا التحرج من روايتها وقولها ...
إنه الإحساس الداخلي أن النبي ص لا يقول مثل هذه الألفاظ على أمر تافه مثل التعطر .
ــ4 ) نفس الحديث أورد في روايات أخرى لفظ بــ بِمَنْزِلَةِ الْبَغِيِّ
وهذه طامة كبرى ؟؟
إذ كيف يمكن نعت امرأة بلفظ البغي فقط لأنها تعطرت
ومن المعلوم عند علماء الحديث أن ترتيب العقاب الشديد على الأمر الهين والتافه من علامات الوضع ؟
كما ان المرأة في المنزل قد تتعطر لنفسها ولزوجها ولأهلها ويبقى العطر ملتصقا بها ويفوح منها ، وعندما تهم هذه المرأة بالخروج لقضاء شؤونها ماذا تفعل ؟
هل يجب عليها أن تغتسل وتزيل رائحة العطر قبل الخروج وهذا أمر لم يقله أي أحد من المسلمين أم ماذا ؟
ولماذا يجب على المرأة أن تبقى كريهة الرائحة عندما تخرج من المنزل ؟
كل هذه الأسباب تجعلني أعتقد أن هذا الحديث لم يقله النبي ص ....
وأنه في أقصى الحالات كلام لأبي موسى الأشعري


وهناك احاديث اخرى ضعيفة غير هذا الحديث تفيد نفس المعنى وهى كما يلى
ما أخرجه الترمذي (5|107) عن رجلٍ مجهولٍ من الطُفَاوَةَ لم يُسَمّ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه وهذا ضعيفٌ لا أصل له.

وأخرج كذلك من طريق قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين قال قال لي  النبى إن خير طيب الرجل ما ظهر ريحه وخفي لونه وخير طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه ونهى عن ميثرة الأرجوان  وهذا الحديث منقطع ضعيف
وقال المنذري: «الحسن لم يسمع من عمران بن حصين»

وفي لفظ آخر أخرجه أبو داود (4|48) بنفس الإسناد الضعيف: «لا أركب الأرجوان، ولا ألبس المعصفر، ولا ألبس القميص المكفف بالحرير. ألا وطيب الرجال ريح لا لون له. ألا وطيب النساء لون لا ريح له». وكل الأحاديث التي جاءت في النهي عن لبس الأحمر لا تصح.

وأخرج ابن خزيمة في صحيحه (3|92) والبيهقي في سننه (#5158) من طريق الأوزاعي، قال حدثني موسى بن يسار (مرسلاً) عن أبي هريرة قال: مرّت بأبي هريرة امرأة وريحها تعصف، فقال لها: «إلى أين تريدين يا أمَةَ الجبار؟» قالت: «إلى المسجد». قال: «تطيّبْتِ؟». قالت: «نعم». قال: «فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله r يقول: "لا يقبل الله من امرأة صلاة خرجت إلى المسجد وريحها تعصف حتى ترجع فتغتسل"». قال أبو حاتم عن حديث ابن يسار هذا: «مرسَل، ولم يدرك أبا هريرة».

وأخرج النسائي في مجتباه (8|153) . وفيعن أبي هريرة مرفوعاً: «إذا خرجت المرأة إلى المسجد، فلتغتسل من الطيب كما تغتسل من الجنابة»وفيه رجلٌ مجهولٌ لم يُسمّ
ورُوِيَ مثله عند أحمد (2|444) وأبي داود (4|79) والبيهقي (3|133) من طريق عبيد بن أبي عبيد مولى لأبي رهم عن أبي هريرة مرفوعاً. وقد رجّح الدارقطني في علله (9|87) أن الحديث عائدٌ إلى عاصم بن عبيد الله، وهو مُنكَر الحديث. فالحديث إذاً ضعيفٌ بكل طرقه.

Comments